مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي

الدكتور قاسم مختاري[1]

معصومه مولوي[2]

الملخص

المجتمع مرآة‌ تنعكس شخصية المرأة‌ التي تعيش فيه، و تنعكس ثقافتها و ترقيها العلمية. المرأة هي الأم و الأم مظهر التوليد. يمكن أن تولد ثقافةً‌ و تربيةًو تقدما أو تولد لمجتمعها جهلاً و تخلفا.

ليست القضية‌ الرئيسية للمرأة‌ هل أنها تعمل أو لا تعمل بل هي تلك التي محقت في إمكانية ‌ابداء المواهب و عدم التعرض للظلم في المجتمع. أعطى الإسلام هذا الحق للمرأة، في حينٍ سُلِب كل الحقوق الإنسانية‌ منها، و بشّرها بالحقوق الإنسانية‌ متساوياً لحقوق الرجل و منحها مكانة‌ متميزة‌ تتيح لها المشاركة‌ في النشاطات الإجتماعية. تميّز المرأ‌ة‌ في الجاهلية‌ بالدونية‌ و الإهانة و بتجريدها من انسانيتها و التشكيك في اهليتها فلم تكن ترث و لا تملك و لم يكن لها الحق في بيع و شراء أو أي تصرف اجتماعي أو اقتصادي و أعاد الإسلام للمرأة‌ انسانيتها و ضمّن لها كرامتها و حقوقها كما بين لها واجباتها، و خصص لها منزلة‌ مرموقة، فاصبحت إلي جانب الرجل تشارك في اقامة‌ حياة‌ كريمة و تسهم في اصلاح المجتمع. فقد منحها الإسلام حق العمل و التوظيف شريطة‌ ألا يكون هذا العمل مفسدا لأخلاقها الإسلامية‌ و مفككا لأسرتها و حياتها الإجتماعية.

يُعدُّ الغربيون اعتبار المرأة‌ لالتذاذ الرجال حرية‌ً للمرأة‌ و خدمة‌ لها و يزعمون أنهم متقدمون في حرية المرأة‌، في حين أنّ الإسلام قد منح للمرأة أفضل ما يليق بها و لم يمنح للمرأة تلك الحقوقَ من قبلُ أيُّ دين من الديانات و أيةُ دولة من الدول؛ فعلينا أن نقوم نحن المسلمون بالحديث عن خدمات الإسلام  للمرأة؛ الخدمات التي وضعها الإسلام مستندةً إلي اختلافات المرأة و الرجل الخَلقية‌ و الخُلقية و الإجتماعية؛ لأن الإسلام يعرف طبيعة المرأة‌ و الرجل بشكل جيد و الله أعلم بهما؛ لأنه تعالى خالق الإنسان.

يجب أن تأخذ المرأة‌ حقها في  التربية‌ و التعليم و قد أعطى الإسلام هذا الحق لها. إذن قرّر الإسلام للمرأة‌ اهليتها الإقتصادية‌ و جعلها  صنو الرجل و قرر لها اهليتها الإجتماعية كما قرر اهليتها للعبادة‌ و التكاليف الشرعية‌ و ابرز لها وجودا اجتماعيا عاما، اذ جعل لها دورا في اصلاح المجتمع يقوم على حراسة‌ قيمه، و تقويم انحرافاته،‌ و تزكية عقائده و مبادئه للسمو بها إلی افضل ما يستطاع، لا تتخلف في ذلك عن الرجل و لا تَقلّ عنه مسؤولية فيه.

فالإسلام بهذا المعنى أعطى للمرأة حريتها و استقلاليتها و جعلها كالرجل مسؤولة أمام الله عن أعمالها و ما تقوم به من امور، و من ذلك القيام بأوامر الله و الإبتعاد عن نواهيه، فكانت مسؤولة عن نفسها عند الله.

لم تستطع المرأة الغربية‌ أن تحقق شيئا مما أعطاه الله للمرأة‌ المسلمة‌ من حقوق تضمن كرامتها، و بخاصة في ما يتعلق بالميراث و الملكية‌ أو النسب. يجب أن تعتبر النساء أنفسهنّ مكلفات اليوم كالرجال بالإهتمام بالكتب و المطالعة و الدقة‌ و التحقيق و الدراسة‌ و الخوض في القضايا موضع الإبتلاء‌ اليومي و الإهتمام بالشؤون الدينية حتى تتمتع من الحقوق التي تَليقُها و منحها لها الإسلام. فالمرأة‌ بحاجة‌إلى التعليم كحاجة‌ الرجل إليه، لكي تعرف طريق الخير و تتبصر في شريعتها و لكي تعرف حسن المعاشرة‌ الزوجية‌ و تربية الأولاد.

 

الكلمات الرئيسية‌: الإسلام، المرأة‌، المجتمع، الحرية

 


[1]  -  الاستاذ المشارك في فرع اللغة العربية و آدابها من ايران، جامعة«اراك» في المحافظة المركزيّة  

[2] - ماجستير في اللغة العربية و آدابها من ايران ، جامعة«اراك»