9183614700
919491706۹ q-mokhtari@araku.ac.ir
دور المرأة المسلمة في المجتمع الإيراني
الملخص
تعدّ المرأة ركنا من الأركان الرئيسية في بنية المجتمعات البشرية؛ لأنّها تتمتع من دور هام و رئيسي في تربية أبناء المجتمع و تعليمهم. إنّ المرأة المسلمة في ضوء الإسلام و تعاليمه البنّاءة تمكّنت من الدخول في الصعدات المختلفة، منها السياسية و الإجتماعية و الثقافية و العلمية و غيرها، متكاتفة الرجال و قد أحرزت نجاحات ملموسة في هذه الساحات و أثبتت حضورها الإيجابيّ و المثمر في عملها و مجتمعها. و قد استطاعت مع التّحفظ بمباديء الإسلام و أصوله القيّمة، مسايرة المجتمع في مسيرته نحو التقدّم و التطور إلی الكمال و الرّقي. و هذا الأمر من الأمور التي نشاهده في المجتمع الإيرانيّ تحقيقا دون أيّ ريب.
إنّ المرأة الإيرانية المسلمة قد استقبلت المسئوليات الهامّة و المنوّعة في المجالات المختلفة: منها التربية الصحيحة للأطفال، و حسن المعاشرة بالزوج و مراعاة حقوقه، و تعيين المصير السياسي و الاجتماعي للمجتمع، و التعاون و المشاركة في الصعدات المختلفة، و الإلتزام بالقيم الإسلامية و مبادئها في المرحلة الأولی في الأسرة، و الثانية في المجتمع.
إنّها قد تأسّی بنساء صدر الإسلام اللاتي يُعتبرن من أفضل المُثُل الانسانية النسووية في كافة المجالات، في الحياة الفردية و السياسية و الإجتماعية و تجعل حياتهنّ الطيبة و سيرتهنّ النقيّة و أخلاقهنّ الحسنة نصب أعينها في كلّ مستويات الحياة و تقوم بتنفيذ دورها في الأسرة و المجتمع و تربّي أبناءها الذين يُعتبَرون بناة المستقبل وفق تعاليم الإسلام.
تعتبر المرأة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمعقل رصين أمام الغزو الثقافي للأجانب و تستطيع أن تحبط مؤمرات العدو في ضوء تأثيرها في أمر التعليم و التربية في الأسرة. إنّها قد حفظت الثورة الإسلامية من المخاطرات؛ لأنها حصن العصمة و الوقار. إنّ المرأة الإيرانية سايرت مجتمعها منذ بداية الإسلام حتّی الآن و نلاحظ حضورها المنتج في أكثر الحوادث و الوقائع التي شاهدها المجتمع في حياته و تاريخه. و قد أظهرت هذه النشاطات في المجالات و المصاديق المتعددة كـ«نهضة التبغ»(نهضت تنباکو)، و «الحرکة الدستوریة»(جنبش مشروطه) و «المكافحة للسفور» و «الثورة الإسلامية» ظهورا بارزا. نحن في هذا الصدد نريد أن نبيّن دور المرأة الإيرانية المسلمة في الأسرة و المجتمع بجميع جوانبها و نشير إلی المواضع الإيجابية، إثر حضور المرأة في المجتمع الإیراني المعاصر.
الكلمات الرئيسية: المرأة المسلمة، المجتمع الإيراني، الدور السياسي، الدور الإجتماعي، الدور الثقافي.
[1] - الاستاذ المشارك في فرع اللغة العربية و آدابها من ايران، جامعة«اراك» في المحافظة المركزيّة
[2] - ماجستير في اللغة العربية و آدابها من ايران، جامعة«اراك»
المقدمة
سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطراً من النور في جميع المجالات. و إلى الآن ما زالت المرأة في المجتمعات الإسلامية تكدّ وتكدح وتساهم بكل طاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها؛ فهي الأمّ التي تقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي الزوجة التي تُدير البيت وتوجه اقتصادياته، وهي بنت أو أخت أو زوجة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع دوراً لا يمكن إغفاله أو التقليل من خطورته. ولكن قدرة المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعية نظرة المجتمع إليها والاعتراف بقيمتها ودورها في المجتمع، وتمتعها بحقوقها وخاصة ما نالته من تثقيف وتأهيل وعلم ومعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها، ومن ثم يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها، وعلى الدخول في ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة العامة.
إنّ المرأة المسلمة الإیرانیة تلعب في الأدوار المختلفة من تاریخنا دورا حاسما و شاملا في الحوادث و الوقائع التي شاهدت ایران في مسیرها منذ القدم حتی الآن، فالنساء الإیرانیات ساهمن في الأصعدة المختلفة و شارکن في أکثر الوقائع التي مرّت بنا طوال العصور؛ لأنّ الجوّ السائد في العهود السابقة من تاریخ ایران أثّرت في الحیاة الإجتماعیة للشعب الایرانی رجالا و نساء. فنساءنا ما جلسن في البیوت و ما ترکن المجال للخصم و العدوّ لکي یعتدوا إلی وطنهنّ و یدسّوا شرفهنّ و عزّتهنّ بل تواجدن في المعرکة بالشجاعة و الإیمان و صرخن فی وجوه العدو و بذلن في طریق الإنتصار عن کلّ ما في أیدیهنّ من نفسهنّ و نفیسهنّ.
إنّ الصیانة عن کیان الأسرة و الإهتمام بالأبناء و تعلیمهم وفق مبادیء الإسلام و الأصول الإنسانیة من أهم الوظائف التي قامت المرأة الإیرانیة بها و هي تسعی دائما أن تکون حصنا حصینا أمام الحوادث التي جرت و تجري في الحیاة و تضحي نفسها لأجل سعادة الأسرة و بقاءها.
فنحن في هذه المقال نرید أن نبیّن دور المرأة المسلمة الإیرانیة في المجالات التي تخطو بها و نشیر إلی دورها الإیجابيّ في الأصعدة المختلفة منها الثقافیة و الإجتماعیة و بعدها دورها في الأسرة و التربیة و التعلیم و في النهایة نتحدث عن دورها السیاسی في تاریخ ایران في العصور السابقة و ما جرت فیها من الوقائع التي ساهمت المرأة الإیرانیة فیها و شارکت في انتصار الثورة و الذود عن الوطن.
الدور الثقافي و الإجتماعي للمرأة الإیرانیة
إنّ الدور الرئیسي و الهامّ للمرأة في المجتمع الإنساني بکلّ جوانبه و ابعاده نشاهدها في هذا الکلام من الإمام الخمیني (ره) حینما قال: «إنّ صلاح المجتمع و فساده قد رهن في إصلاح المرأة و فسادها». و لهذا نحن في هذا الصدد نرید أن نبیّن دور المرأة في المجتمع بمختلف أبعاده الثقافیة و الإجتماعیة و نؤکد علی دورها الرئیسي في تطوّر المجتمع تعالیه أو تخلّفه إثر عملها تجاه الأسرة في الدرجة الأولی و المجتمع في الدرجة الثانیة، و نلخّص هذا الدور الرئیسي إجمالا و نشیر ببعضها في التالي؛ منها:
· الإلتزام بالمسؤلیات: إنّ التزام المرأة الإیرانیة بالمسئولیات التي استقبلتها في حیاتها کثیرة جدا و ذات ابعاد واسعة في نظام الخلقة، منها : استقبال المسئولیة في التربیة الصالحة للأبناء، و حسن المعاشرة بزوجها و المرافقة في الأمور الزوجیة و العائلیة، و الإلتزام بتعهداتها تجاه الزوج. و الدخول في الأصعدة المختلفة في المجتمع و تعیین المصیر السیاسي و الإجتماعي متکاتفة الرجال. و الذّود عن الوطن و القیم الاسلامیة ، و الجهد و المساعدة لحفظ الحکومة الإسلامیة و مبادئها القیّمة.
· اتخاذ الأسوة المثالیة: إنّ اتخاذ النموذج المثالیة و الأسمی من الحیاة الطیبة للعلماء الدینیة و الفضلاء و الالتزام بخصوصیاتهم الخلقیة و العملیة، مِن الطرق التی تؤدي إلی وصول الإنسان إلی السعادة و النجاح و الکمال في حیاته الفردیة رجالا أو نساء. فالمرأة الإیرانیة قد اهتمت بحیاة النساء اللاتی عشن في صدر الاسلام ، و اعتبرتهنّ من أحسن النماذج الإنسانیة في کافة المجالات الفردیة و السیاسیة و الإجتماعیة.
· نشر القیم الدینیة: إنّ المرأة المسلمة الإیرانیة-لا سیما بعد انتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة- قد تجنّبت عن الحیاة الأرستقراطیة و التقلید عن الغرب و حیاته المنحطة تجاه المرأة، و قد التزمت بالأصول الإسلامیة و مبادئها الإنسانیة في حیاتها و قد اهتمت بنشر القیم الإسلامیة في المجتمع و في الأسرة، و قد ربّت و تُربّي أبناءها وفقا لأصول الإسلام و فامتزجت هذه القیم العالیة بأرواحهم و دمائهم لکي یبنوا مجتمعا مثالیا في المستقبل.
· التربیة و التعلیم: إن تعمل المرأة المسلمة دورها الأمومة في تربیة أبناءها عملا جادا و مثمرا فسیکون الجیل الآتي جیلا سالما و مؤمنا و معتقدا بمبادیء الحکومة الإسلامیّة و قیمها. فهذا الجیل یستطیع أن یحفظ المجتمع الدیني من المخاطرات و الهجمات الثقافیة للأجانب و هذا الأمر لا يُمهَّد إلا بحضور المرأة المتدینة و الملتزمة بوظائفها، کما نجد هذه المرأة في المجتمع الإیراني و حضورها الإیجابیّ في کافة المجالات. و بذلک نصل إلی هذا الکلام من الإمام الخمیني (ره) حیث یقول: «القرآن یُحسن بنیةَ الانسان روحیا و معنویا و کذلک المرأة تُحسن بنیة الانسان روحیا و معنویا». إنّ المرأة الإیرانیة قد دخلت في الصعدات العلمیة و الثقافیة في مجتمعها و لاسیما في الأعوام الأخیرة و نشاهد الإنجازات و الدراسات القیمة و الکثیرة في المجالات العلمیة و في الساحات الطبیة و النشاطات الفنیة و الثقافیة.
· إحباط المؤامرات و الهجمات الفکریّة و الثقافیة للعدوّ: إنّ مخططات العدو لمقابلة المجتمعات الإسلامیة و لاسیما مجتمعنا ایران قد ظهرت بأشکال متعددة و صور مختلفة، و لکن قد برزت هذه المخططات بصورة الغزو الثقافي أکثر من الخطط الأخری. إنهم یریدون أن یمحوا الهویة الإسلامیة و یغیّروا قوی الشعب العاملة و یأخذوا منهم معنویاتهم و ثقافتهم العالیه.إنّ المرأة تعدّ من الأدوات الرئیسیة في الغزو الثقافي . و إنّ العدوّ یستخدمها کآلة لترویج الفساد و المنکرات و السفور في المجتمع الذی یرید أن یستعمرها . ولکن في مجتمع إیران الأسلامي، تعدّ المرأة من أحکم الحصون تجاه مؤامرات العدو و هجماتها الثقافیة. إنها قد صانت أسرتها و أبناءها من مؤامرات العدوّ الفکریّة و الثقافیة بواسطة تأثیرها في تربیة الأبناء في البیت. و قد استطاعت بالصیانة عن الثورة الإسلامیة أن تُفشِل مؤامرات العدوّ و خططهم و قد تجعلحهم منهزمین و مأیوسین عن النیل الی أهدافهم.
· الإلتزام بالحجاب و العفة الإسلامیة:من أبرز الخصائص الخلقیة و المعنویة و أهمها فی المجتمع الإیراني هي التزام المرأة المسلمة بتحفّظ الحجاب و الاهتمام بالإستحیاء و الوقار. و هذا الأمر أعطی لنشاطاتها الأخری قیمَها الحقیقیة. إنّ أبرز الممیزات للمرأة الإیرانیة في الحکومة الإسلامیة هي الوقار و الحجاب و الإلتزام بالشئونات الإسلامیة التي تُعتبَر من أهمّ الخصائص و أکملها في الإنجازات الأخری التي تقوم بأدائها في المجتمع، منها النشاطات الإجتماعیة و السیاسیة.
· إعطاء النموذج الأسمی للمرأة المسلمة في البلدان الأخری: إنّ الثورة الإسلامیة في ایران قد حوّلت الآراء و الأفکار في عقول أبناءها رجالا و نساء و قد أعطت لهم موجا من الإیمان و الإیثار و النشاط و الحرکة و الإخلاص. و قد هَدَتهم إلی طریق السعادة و الکمال في الحیاة الفردیة و الإجتماعیة. إنها قد اعترفت بدور المرأة و أعطت لها مجالا واسعا لتُظهِر استعداداتها و طاقاتها البنّاءة في الأصعدة المختلفة، منها الثقافیة و العلمیة و الإجتماعیة و السیاسیة و الفنیة و غیرها . و قد تبدّلت هذه الفئة من المجتمع الی أناس مستعدات و مطّلعات و نشیطات للأمور التي استقبلت مسئولیاتها. فقد أسهمت المرأة الإیرانیة في تطور المجتمع و رقیها؛ لأنها تعتبر رکنا من الأرکان الرئیسیة في المجتمع.
المرأة الإیرانیة محور الأسرة
یتشکل دور المرأة في الأسرة الإیرانیة من المحورین الرئیسیین، بجانب دورها الآخر في البیت، هما:
· تلعب المرأة في الأسرة دورا هاما في فاعلیة الرجال و ظهور استعداداتهم و قدراتهم في الأعمال التي یقومون بها. إنها تعطي للرجال الهدوء و السکینة التي لا یکتسبها الرجل من أيّ طریق آخر في حیاته. کما أزاح القرآن الکریم الستارعن هذه الحقیقة حیث یقول: « و من آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها و جعل بینکم مودّة و رحمة إنّ في ذلک لآیات لقوم یتفکرون»(الروم/21).
إنّ المرأة الإیرانیة المسلمة بدورها الإیجابیّ تسعی دائما أن توفّر في البیت جوا هادئا و فرِحا لزوجها و أبناءها و هذا الأمر یؤدي إلی ارتقاء الصحّة الجسمیّة و النفسیّة لهم، حتی یقدروا أن یقوموا بإنجاز نشاطاتهم في المجتمع دون خلل و نقص. و هذا الجو العاطفي في العائلة یُعتَبر من أهم الأسباب التی قد أسهمت في استئصال جذور الهمّ والغمّ و التشویش و الإضطرابات الروحیة من الحیاة الفکریّة و المعنویّة لأفراد الأسرة ولاسیما الرجال الذین یعتبرون القوات العاملة المستعدة في المجتمع الإیراني.
إنّ المرأة الإیرانیة قد ارتوت من ینابیع الثقافة الأصیلة و العریقة و قد امتُزجت روحها بالتعالیم الإلهیة و الإسلامیة و لهذا السبب تستطیع أن تهدي الأسرة إلی طریق السعادة و الکمال و تُبعِدها عن الضلالة و الخسران بدورها الرئیسي في البیت و تأثیرها الإیجابيّ في زوجها و أولادها. إنّ المرأة الإیرانیة في العصر الراهن قد خطت و تخطو في المجالات العلمیة خطوات واسعة و دخلت و تدخل في الجامعات و قد اکتسبت المعارف العدیدة و أصبحت في عداد المتفکرین و المثقفین؛ و هذا الأمر یوفر لها الأسالیب المتعددة التي تساعدها لتوفّق في تربیة أبناءها و تعلیمهم في حیاتهم الفردیة و العائلیة و الإجتماعیة توفیقا أکثر من قبل.
· دور الأمومة: من أهم الدورات التي تقوم بها المرأة هي دور الأمومة. فهذا الدور من أصعب و أهم الدورات التي تسهم في تربیة الطفل و تعلیمه لتخلق انسانا کاملا وفق الأصول الإنسانیة و الآخلاقیة التي خلق الله الانسان لأجلها. «إنّ دور الأمومة یشمل مرحلة طویلة منذ انعقاد النطفة في رحم الأم حتی نهایة المدرسة. و في العهود التالیة ینال الأطفال إلی الدرجة التي یستطیعون أن یقوموا بأعمالهم و یکتسبوا الإستقلال و الحریة في حیاتهم الفردیة و لکن تؤثر الأم علی أولادها و بناتها و أعمالهم و عاداتهم و أخلاقهم تأثیرا أساسیا و هاما طوال حیاتهم»(فکور، 1378الهجریة الشمسیة: ص43).
یؤکد الإسلام علی دور الأمومة کثیرا، فیتکلم عن عظمة هذا الدور و تأثیره علی أبناء المجتمع. و وفقا علی هذا فعلینا أن نُعلّم البنات بوظائفهن تجاه الأسرة و نبیّن لهنّ دورهنّ المثمر في الأمومة و نؤکد لهنّ بأنّ دور الأمومة یعدّ من أهم المبادیء التي یقمن بها في حیاتهنّ.
الدور السیاسي للمرأة الإیرانیة
إنّ المرأة المسلمة الأیرانیة قد حضرت في المجالات المختلفة في ایران و في تاریخها العریقة، منها الإجتماعیة و الثقافیة و الإقتصادیة منذ صدر الإسلام حتی الآن حضورا نشِطا و هاما. و نشاهد نموذجا من هذا الحضور الإیجابیّ في النشاطات التي حدثت في تاریخ ایران کـ«نهضة التبغ»، و «الحرکة الدستوریة»(نهضت مشروطه) و«المکافحة للسفور» و أیضا مکانتها المرموقة التي اکتسبتها بعد انتصار الثورة الأسلامیة الإیرانیة. و قد أسهمت في الکفاحات السیاسیة بشکل بارز و کانت في متقدم هذه الکفاحات و مِن روادها؛ کما قال الإمام الخمیني (ره):« إنّ المرأة کانت في متقدم الحوادث التي جرت في هذه الثورة و قد ألهم الرجالُ منها.»(الامام الخمینی،1369هـ ش: ص176).
نحن في هذا الصدد نشیر إلی دور المرأة الإیرانیة في الحوادث التي شاهد مجتمعنا في أیامه إثر«الحرکة الدستوریة»(نهضت مشروطه) و ما بعدها في «الثورة الإسلامیة» و لاسیما بعد انتصار هذه الثورة بزعامة الإمام الخمینی.
· «الحرکة الدستوریة»(جنبش مشروطه) و دور المرأة فیها
إنّ المرأة الإیرانیة لعبت دورا رئیسیا و شاملا في التیارات التي أدّت إلی «الحرکة الدستوریة» التي بدأت سنة 1283من الهجرة الشمسیة ( 1904المیلادی) و صرخت في وجه الدولة الحاکمة للظلم و الجور الذي ترتکبه هذه الحکومة تجاه العلماء الدینیة؛ مثلا حینما غضب «ناصر الدین شاه القجر(القاجار)» من مخالفة آیة الله «میرزا حسن آشتیاني» مع «اتفاق التبغ»(معاهده تنباکو) أمر بتبعیده و تشریده إلی العراق، فالنساء قررن ألا یسمحن لعوامل الحکومة أن یخرجوا السید آشتیاني من ایران، فسُلن إلی حیّ «سنکلج» و اجتمعن في دارالشرع و من هنا وصلن إلی السوق و أغلقن ابوابَ الدکاکین التي کانت مفتوحة. ثم جئن إلی عمارة الشاه و ردّدن هتافات ضد الحکومة و طلبن نقض هذا الإتفاق (سیرجانی،1362 هـ ش:ص 387).
إنّ المرأة الإیرانیة ضحّت في طریق الثورة نفسها و نفیسها، و بذلت جهودا کثیرة لتحقق نیاتها الطیبة في طریق الانتصار. «ففي عهد القجر قد شارکت النساء في الإجتماعات التي أثّرت في التحولات السیاسیة و الإجتماعیة فهنّ قد کوّنن جماعات فقمن بالإنجازات السیاسیة. إنهن ساهمن في هذه المرحلة المصیریة من تاریخنا و لاسیما في الحادثتین الرئیسیتین هما «نهضة التبغ» و «الحرکة الدستوریة». و قد بسطن نشاطاتهن في الأصعدة المختلفة فأسّسن مدارسا للبنات، و شارکن في المجالات السیاسیة و النقابات التي أدارتها النسوان، و قمن بنشر الصحف و الجرائد، فأردن أن یثبتن دورهنّ و مکانتهنّ في التطورات الإجتماعیة في البلاد»(کدیور، 1375هـ ش:ص145 ).
و نشاهد في تاریخ هذا العصر بعض الحوادث التي تدور حول المرأة و قضایاها و تضحیاتها. إنها قد شارکت في کثیر من الأمور التي تؤدي إلی انتصار الحرکة و رقي المملکة؛ فحینما قامت الدولة بتأسیس البنک الوطني في أواخر دولة «مظفر الدین شاه» احدی ملوک «القجر»، فقرّر نائبه «مشیر الدولة» أن یُستقرَض من دولتي الروس و الإنجلیز دیونا قد بلغ ربحها أکثر من سبع في المائة لتأمین مصارفه. و قد نوهض و نُدّد هذا القرار من جانب البرلمان و الناس أیضا ، و في النهایة لابدّ للحکومة أن تجعل هذا القرار بجانب و تترکه. ثمّ وافق البرلمان علی تأسیس البنک الوطنی لکي یوفر هذا البنک النقودَ للدولة . و قد شارکت النساء الإیرانیة في هذا الأمر و قد بعن حلیتهنّ و مجوهراتهنّ و قدّمنها لتأسیس البنک الوطني (الناهید،1360 هـ ش:ص 55).
إنّ النساء الإیرانیات المسلمات تواجدن في کل الحوادث و الکفاحات التي شاهدت ایران في تاریخها و کوارثها و بذلن کلّ ما في أیدیهنّ أمام الوطن و حریته و شرافته. إنّ المساعدات المالیة لهولاء النساء لم تکن في مساعداتهن لتأسیس البنک الوطني فحسب، بل إنهنّ حینما شاهدن حوائج المناضلین و المکافحین في تأمین ما یحتاجون إلیه من الأدوات الحربیة و السلاح، فبعن مجوهراتهنّ وادواتهنّ المنزلیة لکي یشارکن في النضال و الکفاح ضد الأعداء، فمنهنّ مَن منحت قَدَحا نحاسیا للثورویین و هي لا تملک غیر هذا القدح شیئا آخر(المصدر نفسه: الصفحة نفسها). و هذه قسم موجز من نشاطاتهنّ في هذا الصعید؛ لأنّه ما کُتبت في الکتب التاریخیة عنهنّ و عن تشجیعاتهنّ و تأییداتهنّ للرجال الذین التحقوا بالثورة إلّا قلیلا.
فضلا عن ذلک، حینما اتفقت دولتي الروس و الإنجلیز في الهجوم إلی ایران فهاجمت الروس إلی أراضینا، فالنساء الإیرانیات قد ذهبن إلی المقاهي و طلبن من صاحبانها مقاطعة السّکر الأروبيّ لکي یقابلن و یکافحن بعملهن هذا العدوَ الأجنبيّ. و أیضا ما رکبن علی العربة الأروبّیة التي تُستخدم لتجولهنّ في السوق و الطریق. فأشادت وکالة أنباء «ایران نو»، هذه الإنجازات التي قامت بها المرأة الإیرانیة و عبّرت عنها برجولة النساء.(آفاری،1369 هـ ش: ص60).
إنّ النساء الإیرانیات بعد انتصار«الحرکة الدستوریة» لن یترکن دورهنّ الرئیسي و الشامل عن حضورهنّ في الأصعدة السیاسیة و الإجتماعیة بجانب، بل قد شارکن أکثر مما سبق في هذه المجالات و أثبتن دورهنّ الإیجابیّ و المثمر في الوقائع و الحوادث التي شهد التاریخ طوال حیاته. إنهنّ حینما شاهدن أنّ القوات الأجنبیة قد احتلّت أراضي الوطن و تعدّت إلی جنوب ایران، ما خلون المعرکة، فقد أقمن مظاهرات رائعة منقطعة النظیر و قد حرسن عن حدود الوطن و قیمها الثوریّة و الإسلامیّة و قد غامرن بأنفسهنّ في طریق الإنتصار. من إحدی الحوادث التي نشاهد حضورهنّ الإیجابیّ في «الحرکة الدستوریة» و الوقائع التي جرت بعدها، هي دورهنّ الإیجابي فی مقاطعة البضائع المستوردة ، فإنهنّ قد ناهضن مع الإستعمار و مخططاته المشئومة و امتنعن عن اشتراء المستوردات و قد أدّی هذا الأمر إلی ضربات مهلکة في بنیة الإستعمار و أهدافها؛ لأنّ النساء الإیرانیات قد تهیأن الأدوات المنزلیة و ما تحتاجها الأسرة. و قد ألقت إحدی النساء في المظاهرة التي أُقیمت ضد دولة الروس خطابا رائعا و قالت في آخر کلامها:«یا أیتها النساء المسلمات لاتخفن و اجتهدن کثیرا حتی نقطع أیادی الأجانب عن أرضنا و وطننا» و بعد ذلک قررن النساء ألا یشترن من البضائع الأجنبیة من دولتي الروس و الإنجلیز و قد هجمن بالهراوة إلی الدکاکین التي تُباع فیها البضائع الأجنبیة و قد رمین الیها بالحصی(بامداد،1352 هـ ش :ص48).
فحینما ضعفت «الحرکة الدستوریة»(جنبش مشروطه) إثر إنجازات «محمد علی شاه القجر» فدعمت نقابة النساء عن الدستور. فحرّض «محمدعلی الشاه» جماعة للقضاء علی الثورة. فنشاهد في هذا العهد موجا من القتل و الدّمار و النهب. فالنساء المسلمات لن یقصّرن عن بذل نفسهنّ و نفیسهنّ في سبیل انتصار «الحرکة الدستوریة» و هذا الأمر یؤکد علی ایثارهنّ في طریق الانتصار و وعیهنّ السامي. فقد بلغت معارضة «الشاه» إلی ذروتها فهدّم البرلمان بالمدفعیّة، فالنساء في هذه الکارثة المِفجعة و المؤلمة قدّمن شجاعة و بأسا، فأسرعن إلی ساحة القتال و ساندن المناضلین في هذه المعرکة الدامیة (دلریش، 1375 هـ ش:ص 180).
حینما نقرأ تاریخ ایران و الحوادث التي شاهدها هذا البلد طوال العصور المختلفة، نصل إلی هذه الحقیقة الصادقة بأنّ المرأة الإیرانیة المسلمة قد لعبت دورا بارزا في أکثر هذه الوقائع و الکوارث و قد ساعدت الرجال في انجاز و انتصار الثورات المختلفة و قد صرخت في وجه العدوّ دون أیّ خوف و ریب. فلذلک قد أثّرت فی التیارات الرائجة و قد غیّرت المصیر السیاسی و الإجتماعیّ في المجتمع الإیرانیّ کما أشرنا سابقا. إنها رفعت معنویات الشعب و شارکت في تصعید معنویات الرجال في معارک القتال و النضال و قد شارکت في المظاهرات مع التحفظ بالقیم الوطنیة و الدینیة و الإلتزام بها.
· دور المرأة في الثورة الإسلامیة و بعد انتصارها
إنّ أکثر الأوراق التاریخیة قد أثبتت الحضور النشیط للمرأة المسلمة الإیرانیة في التیارات الإجتماعیة المعاصرة التي جرت في ایران. إنّ النساء الإیرانیات، إثر مطالبات العلماء الدینیة و بالتحفزات المذهبیة و الإعتقادیة، قد شارکن في معرکة النضال لکي یحفظن کیان الدولة الإسلامیة.
«و في الأدوار التالیة قد جعلن التجارب السابقة عن مشارکتهنّ في المجالات السیاسیة و الإجتماعیة نصب أعینهنّ و قد صاعدن نشاطاتهنّ في هذه الساحات أکثر من قبل. و قد طابعت نشاطاتهنّ بالطوابع الدینیة و الإعتقادیة أکثر فأکثر حتی نشاهد حضورهنّ الفاعل و النشط في الحوادث التي وقعت في عام1357من الهجرة الشمسیة(1979المیلادی) و التي انتصرت فيها الثورة الإسلامیة الإیرانیة. و قد وقعت هذه المشارکات و المساهمات إلی جانب تطور القیم الإسلامیة في المجتمع و إقبالهنّ إلی القیم الدینیة. فالإمام الخمیني(ره) قد طالب بالحضور السیاسی و الإجتماعی للمرأة في المجتمع. و قد أشار إلی دورهنّ في تسریع التیارات الشائعة و الحوادث و الجریانات التي حدثت في المجتمع مرارا»(شیرودی،1384 هـ ش: ص92).
قد بدأت المرأة الإیرانیة بدورها في الکفاحات السیاسیة في المظاهرات الصاخبة و الرائعة ضد الکیان الأرستقراطیّ الذي خضع للأجانب. و یعدّ حضورها في هذه المظاهرات متکاتفة الرجال کعنصر مکمل للنهضة بجانب الرجال. وفقا للوثائق و الأوراق الرسمیة، قد تواجدت النساء، و لاسیما التلمیذات و الطالبات حضورا جادا و مثمرا في إقامة المظاهرات و قد شارکن في النشاطات السیاسیة بکلّ رغبة و قد کتبن علی جدار المدارس و الجامعات هتافات فی تأیید زعیم الثورة الإسلامیة الإمام الخمیني(ره).
و قد شوّقت المعلمات تلامیذهنّ في المؤازرة عن الثورة الإسلامیة. إنّ النساء المسلمات قد حضرن في المساجد و شارکن في القاء المحاضرات التي عقدت لتنویر رأي العام و أظهرن ماهیة الحکومة الفاسدة للشاه و زملائه الذین یریدون أن یبقی الشعب و الوطن في أیادي الإستعمار. وهذا الأمر قد یبیّن حقیقة حضور المرأة في الثورة و السیاسة. و قد تجمعت النساء اجتماعا أکثر من 650آلاف حینما صدر الامام الخمیني فتوی و قد الزمهنّ فیها بحضورهنّ في الساحات الإجتماعیة مع التحفظ بالحجاب و العفاف.( بهشتی، 1361 هـ ش: ص60)إنهن قد شارکن في الحادثة التي وقعت في«17شهریور» و قد استشهدت 650منهنّ في ساحة «الشهداء» (المصدر نفسه: ص59).
وقد برزت المكانة السامیة للمرأة الايرانية بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، إذ كان لها الدور الفعال في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية، فقد شغلت المرأة مناصب سياسية واجتماعية وثقافية تتيح لها اتخاذ قرارات حاسمة في كافة شؤون الحياة.
فالحديث عن المكانة التي وصلت إليها المرأة الإيرانية يدعمه واقعها العملي والفعلي و حضورها الدولي والعالمي، فهي الأكاديمية المتخصصة، والنائبة في البرلمان، ورئيسة المجلس البلدي، ومستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، ورئيسة جمعيات نسائية فاعلة، و وزيرة للتعليم، و وزیرة للصحة وتمكنت من الدخول في سلك الشرطة والاجهزة الامنية في الفترات الأخيرة؛ دون أن یُجهَل دورها التربوي المقدس. كما استطاعت أن تثبت وجودها في الميدان الثقافي، خاصة في حقل التأليف والترجمة، وقد بُذلت محاولاتٌ دؤوبة ساعية لتوسيع مساهمة المرأة الإيرانية وإشراكها في جميع مجالات الحياة. إن مكانة المرأة في المجتمع الإيراني التي منحتها إياها الثورة الاسلامية جعلتها تكون حاضرة في كل مراكز العمل تقريبا، مثلما هي حاضرة في كل مرافق الرياضة والثقافة والترفيه.
إن المرأة في فكر الإمام الخميني(قُدِّسَ سِرُّه) قبل أن تكون أنثى هي ـ كما الرجال ـ إنسان، خليفة الله على الأرض ، يحمل المسؤولية الإلهية على عاتقه كالرجل على حد سواء، ترفعه الكرامة الإلهية ، لا يتميز فرد من أفراد الإنسان، سواء كان ذكرا أم أنثى إلا بالتقوى ، وإلى هذا يشير الإمام الخميني بقوله: «القانون أخذ بعين الاعتبار حقوق النساء وبقية الفئات والطبقات، لا يوجد في الإسلام فروق بين جماعة وأخرى، التمايز بالتقوى فحسب».
و کذلک يقول: «المرأة إنسان بل إنسان عظيم» «نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية» و«الإسلام يريد للمرأة والرجل أن يسموا في مدارج الكمال.»
ويقول السيد الخامنئي في هذا المجال: إن المرأة من بعد انتصار الثورة قد حُظيت بالتكريم وكان رائد هذا التكريم والسباق إليه هو الإمام القائد (الامام الخميني) الذي كان يحترم المرأة الإيرانية المسلمة كمال الاحترام ، وهذه النظرة هي التي استقطبت النساء لمناصرة الثورة الإسلامية ، بحيث يمكن القول: إنه لولا مشاركة النساء لكان من المحتمل أن لا يكتب النصر بتلك الكيفية أو لا تنتصر أساساً ، أو تعترضها مشاكلُ أخرى ، وعلى هذا الأساس أدّى حضور النساء إلى زوال المعوقات أمام طريق الثورة ، وهكذا كان موقفها طوال فترة الحرب أيضاً ، وفي كافة قضايا الثورة الأخرى منذ انطلاقتها و حتى الآن.
إنّ النساء الإیرانیات مع الإلتزام بالموازین الشرعیة و الإسلامیة و التحفظ بمبادئها القیمة، ما تخلفن عن التیارات السیاسیة فحسب، بل قد شارکن في هذه التیارات و لعبن فیها دورا حاسما و مصیریا. إنّ ارتداء الملابس الإسلامیة و المبادرة في النضالات الثوریة، و إقامة الجلسات الإسلامیة، و المشارکة في المظاهرات و المقاومة أمام العدو و مؤامراته، تبرز هذه الحقیقة بأنّ المرأة الإیرانیة لن تتخلف عن الرجال في هذه الساحة، بل کانت تقوّی قدرات الرجال و استعداداتهم إثر حضورها الإیجابیّ في هذا المجال.
النتیجة
إنّ حضور المرأة المسلمة الإیرانیة و دورها في تنمیة المجتمع ذو أبعاد واسعة و خطیرة بکافة المجالات. فهي في الدرجة الأولی زوجة تتعهد و تلتزم بالمسئولیات التي علی عاتقها تجاه الزوج و تسعی دائما لتوفّر الأمن و الفرح في الجو العائليّ. و تعدّ ملجأ آمنا و مستحکما لزوجها و تهیأ اسباب تطوره في عمله و حیاته. و إلی جانب ذلک تهتمّ بأبناءها و تقوم بتعلیمهم بالمودّة و الرحمة التي أعطاها الله تعالی و تسعی دائما أن تکون ناجحة في تربیتهم و إرشادهم في حیاتهم لکي یصبحوا عنصرا جادا و مثمرا لأنفسهم و لوطنهم. إنّ المرأة الإیرانیة قد شارکت في الجریانات و الحوادث السیاسیة و الإجتماعیة التي جرت في ایران مشارکة مثمرة. إنّ النشاطات التي قد التزمت بها قد طابعت بالطوابع الدینیة و الوطنیة. فإنها لن تطلب أیّة منفعة لنفسها، بل من أهم هواجسها هي نیل الشعب إلی القیم الدینیة و الإسلامیة. إنها تهتمّ بالدین و تعالیمه القیمة و تلتزم بالحجاب في نشاطاتها السیاسیة و الإجتماعیة و تقیّد نفسها به، کلما صعدت نشاطاتها و فعالیاتها في المجتمع أکثر فأکثر.
قائمة المصادر
-القرآن الکریم
· آفاری، ژانت، انجمن نیمه سری زنان در جنبش مشروطه(جمعیة النساء السّریّة في الحرکة المشروطة)، ترجمة جواد یوسفیان، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامی(نشر وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامیة)، تهران(طهران)،1369الهجریة الشمسیة.
· بامداد، بدر الملوک، مشعل داران و پیشتازان آزادی زنان(روّاد حریة النساء)،ج2، انتشارات زیتون(نشر زیتون)، تهران(طهران)،1352 الهجریة الشمسیة.
· بهشتی، محمد حسین، ویژگیهای انقلاب اسلامی(خصائص الثورة الإسلامیة)، نشر حزب جمهوری اسلامی، تهران(طهران)، 1361 الهجریة الشمسیة.
· خمیني، روح الله، صحیفه نور(صحیفة النور)،ج5،انتشارات سازمان مدارک فرهنگی انقلاب اسلامی(نشر منظمة الوثائق الثقافیة للثورة الإسلإمیّة)، چاپ اول(الطبعة الأولی)، تهران(طهران)،1369 الهجریة الشمسیة.
· دلریش، بشری، زن در دوره قاجار(المرأة في عصر قجر)، حوزه هنری سازمان تبلیغات اسلامی(نشر الجمعیة الفنیة لمنظمة الإعلام الإسلامی) ، تهران(طهران)، چاپ اول(الطبعة الأولی)،1375 الهجریة الشمسیة.
· سیرجانی، سعید، وقایع اتفاقیه (الوقایع الإتفاقیة) ، انتشارات نوین(نشر نوین)، تهران(طهران)،1362 الهجریة الشمسیة.
· شیرودی، مرتضی، نقش اجتماعی-سیاسی زنان در جامعه معاصر ایرانی(دور المرأة الإجتماعي و السیاسي في مجتمع ایران المعاصر)، پژوهش زنان( نشر بحوث المرأة)، دوره3، شماره2(العدد الثاني)، 1384 الهجریة الشمسیة،صص 93-75.
· ناهید، عبدالحسین، زنان ایران در جنبش مشروطه(النساء الإیرانیات في الحرکة الدستوریّة)، انتشارات احیاء(نشر الإحیاء)، تبریز(مدینة تبریز)،1360 الهجریة الشمسیة.
· فکور، فاطمه، پایگاه اجتماعی و سیاسی زن(مکانة المرأة الإجتماعیة و السیاسیة)، مجلات فلسفه، کلام و عرفان، کتاب نقد، شماره12(العدد الثاني عشر)، 1378 الهجریة الشمسیة،صص45-30.
· کدیور، جمیله، زن( المرأة)، انتشارات اطلاعات(نشر اطلاعات)، تهران(طهران)،1375 الهجریة الشمسیة.